|×| (( سد الموصل .....ومخاطر الانهيار )) |×|

تحذير من انهيار متوقع لسد الموصل

حذرت السلطات المختصة في العراق من احتمال انهيار سد الموصل الذييعد أكبر السدود العراقية ويقع على نهر دجلة في محافظة نينوى شمالي العاصمة بغداد.






يعاني سد الموصل من مشكلة تآكل الأرضية التي أنشئ عليها، وهذا ما حدا بعدد من الخبراء إطلاق تحذيرات من احتمال انهيار السد نفاها مديره، أما الواقع السياحي فمتعثر أمام مطالبات المواطنون بتنشيط هذا القطاع والاستفادة منه.
يقول مدير سد الموصل عبد الخالق أيوب ذنون لوكالة (أصوات العراق) إن “الوضع الفني للسد مطمئن جدا ولا توجد أية مستجدات وهو بنفس الوضع منذ انتهاء الإنشاء ولغاية الآن، وما أشيع سابقا من أن السد على وشك الانهيار اثبتت الأيام اللاحقة بطلان هذه الاشاعة”.
ويعد مشروع سد الموصل من ابرز المشاريع الإستراتيجية في العراق، ويستخدم لأغراض مختلفة اهمها خزن المياه وتوليد الطاقة الكهربائية وتنمية الثروة السمكية وتنشيط السياحة.
ويبين ذنون أن “مشكلة السد معروفة قائمة منذ مرحلة بداية إنشائه، وبعد الانتهاء من إنشائه عام 1986 بدأت عمليات تقوية الأسس عبر التحشية عن طريق الحقن بالكونكريت وبشكل يومي، وهي التي مكنت من المحافظة على جسم السد والمنشآت الملحقة به لغاية الآن”.
ويقع سد الموصل المقام على مجرى نهر دجلة على بعد حوالي 50 كم شمال مدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمالي العراق، وانتهت أعمال إنشائه عام 1986م، ويبلغ طوله 3.2 كيلومتر وارتفاعه131 مترا، ويعتبر أكبر سد في العراق ورابع أكبر سد في منطقة الشرق الأوسط.

بالرغم من الاطمئنان على وضعية السد الجيدة والمسيطر عليها في الوقت الحالي، إلا أن هذا لا يلغي وجود هامش من الخطورة، لذلك تسعى وزارة الموارد المائية تسعى لوضع حل نهائي للمشكلة، وسيُعلن قريبا احالة معالجة مشكلة السد إلى شركة أجنبية ستنفذ الجدار القاطع لينهي بالكامل مشكلة ذوبان الأسس





ودُقت نواقيس الخطر حول السد عامي 2006، و2007، عندما حذرت الولايات المتحدة من أن سد الموصل، آيل للانهيار مما قد يعرض مدينة الموصل ثاني اكبر مدن العراق التي يسكنها اكثر من مليون وسبعامئة الف شخص إلى موجة من المياه يبلغ ارتفاعها 20 مترا.

وبدأت هذه المخاوف منذ عدة سنوات عندما اكتشف المسؤولون عن السدود وجود تآكل في جدران عدة سدود عراقية أهمها: سد الموصل، وسد حديثة الذي يقع على نهر الفرات غرب محافظة الأنبار، إضافةً إلى سد سامراء الذي يقع على نهر دجلة (100 كلم شمالي بغداد).

ويؤكد خبراء المياه أن سد الموصل معرض للانهيار إذا تُرك على وضعه الحالي، وأن انهياره سيتسبب بقتل أكثر من نصف مليون عراقي في مدينة الموصل، إضافةً إلى تدمير المدينة بالكامل، إذ يتم إطلاق تريليون غالون من المياه المحصورة في السد، عندها تغمر المياه المدينة بارتفاع 65 قدماً.


ولن تقتصر الكارثة على مدينة الموصل، إذ إن المياه ستجتاح السهل الممتد من بداية السد وصولاً إلى بغداد، ويقدر الخبراء المياه التي ستغمر أحياء بغداد بارتفاع 15 قدماً. وتقع ضمن السهل الزراعي عشرات المدن والقرى من أبرزها البيجي وتكريت وسامراء وبلد والضلوعية والطارمية والراشدية، إضافةً إلى آلاف الهكتارات من المناطق الزراعية التي تنتشر فيها مزارع الحمضيات والفواكه والنخيل.



وتقول مصادر وزارة الموارد المائية إنها اتصلت بخبراء في العالم لتقديم أفكار ومقترحات خاصة بالسدود في العراق بصورة عامة وكيفية تطويرها، والحلول العملية للتآكل في العديد من هذه السدود وفي مقدمتها سد الموصل الذي تم تشييده بداية ثمانينيات القرن الماضي.



وأبلغ مسؤولون أمريكيون بغداد خشيتهم من ان تتغير هيكلية هذا السد الواقع في شمال العراق، وتتهاوى تحت ضغط ملايين الامتار المكعبة من المياه، الأمر الذي قد يولد موجة تصل الى ارتفاع عشرين مترا على المناطق الواقعة الى جوار السد، حسب ما اوضح تقرير لكتيبة الهندسة في الجيش الامريكي.


وجاء في التقرير "من ناحية التآكل الداخلي المحتمل للاسس التي يقوم عليها السد، فإن سد الموصل هو الاخطر في العالم. اذا تعرض السد لمشكلة صغيرة، فإن انهياره ممكن".

ووردت هذه الملاحظات لسلاح الهندسة التابع للجيش الامريكي في تحليل لاعمال تدعيم للسد قام بها الامريكيون,وهي مؤرخة في 29 اكتوبر،
وورد في تقرير سلاح الهندسة أنه"في أسوأ سيناريو، سيتسبب انهيار سد الموصل بشكل مفاجىء، اذا كان مليئا بالمياه حتى طاقته القصوى، بموجة بارتفاع عشرين مترا تضرب مدينة الموصل وتؤدي الى وقوع خسائر بشرية واضرار مادية هائلة".

وتبلغ الطاقة التصميمية لخزان البحيرة اكثر من ثمانية إلى 11 مليار متر مكعب من المياه والذي يعتبر خزان المياه الاكبر في العراق، للأغراض الزراعية وتربية الاسماك، اضافة إلى أنه يتم الاستفادة من الماء في توليد الطاقة الكهربائة حيث توجد محطة كهرومائية بالقرب من جسم السد، كما توجد مدينة سياحية على احدى ضفاف بحيرة السد التي تمتاز بازرقاق لون مياهها فضلا عن أنها محاطة بالجبال والتلال.
إلا أن قطاع السياحة ضعيف جدا في السد ويكاد أن يكون متوقفا، فيما يشتكي السكان من عدم وجود مرافق سياحية ملائمة فيه.
وقد خصص بالفعل مبلغ 27 مليون دولار امريكي لاصلاح وتقوية السد، ولكن المشروع لم يسجل اي تقدم منذ ذلك الحين. فيما تقول الحكومة العراقية إنها تقوم بتقليل مخاطر انهيار السد وإنه ليس هناك داع للقلق.
همس الغرور