بسم الله الرحمان الرحيم و الحمد لله رب العالمين و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
أما بعد
كطبيعتنا و فطرتنا التي خلقنا عليها نحن المسلمون, أننا مهما ابتعدنا عن الذين و مهما اقترفنا من ذنوب, مهما فعلنا من أخطاء..
يشدنا الحنين للرجوع إلى طريق الصواب و التحلي بقيم ديننا الحنيف و الابتعاد ما أمكن من المحرمات لأنها في الحقيقة لا تحقق السعادة و الراحة النفسية رغم انبهارنا بها و تزينها لنا من طرف
الشيطان و الهوى, فهي سعادة محدودة .. زائفة .. معدودة الثواني .
ستنقضي و يبقى مرتكبها في مواجهة ضميره ( هدا إن كان له ضمير )
و مراقبة الله تعالى ( هدا و إن علم أن الله يراقب جميع أمورنا)
و بدالك نكتوي بنار الندامة على الذنب و ما ارتكبنه من محرمات و نتأسف لحالنا و ما عليها .. فنلعنها أشد اللعن و نبداء في تكييل الاتهامات إلى الشيطان و النفس ..
في الأخير نجد أنفسنا أننا أمام الجليل القدير غفار ذنب كل من ثاب و ندم عليها, يعفوا و يغفر..
و من سيرحمنا من غيره ... لا إله إلا الله وحده لا شريك له
فترتاح نفوسنا لأن الله أعطانا هده الرخصة الجميلة التي هي من آيات الله الكبرى .
نبدأ من جديد, نبدأ و نحن نعاهد أنفسنا أن لن نرجع إلى سابق عهدنا المليء بالسواد
و من الآن لن نجني إلا البياض الذي سيريح هده القلوب التواقة إلى الاطمئنان و الراحة النفسية و تحسين علاقتنا مع الله عز و جل.
لكن هيهات تم هيهات ... هيهات لهده القلوب القاصية .
هيهات لهده القلوب المتناقضة.
ما إن تمر علينا أيام في التعبد و الصلاة و قرأت القرآن و التصدق و غيرها من العبادات, حتى ينفد صبرنا و يشدنا الحنين إلى الماضي المسود ,
رغم سواده نطلبه و نحن إليه ..نعلم أنه ليس جميل , لكنها نفسنا العنيدة.
و رغم الرجوع سنحاول التخلص مرة أخرى للركون إلى عقيدتنا و فطرتنا الإسلامية ..
و هكذا نبقى في صراع, مرة ننتصر على الشيطان و الهوى النفس..
و مرة يجتمعون و ينتصروا علينا ...
و سنبقى هكذا إلى الممات إنشاء الله
لكن الإشكال هنا, أن هناك من فهم المعركة حق المعرفة , و تكلل فهمه لها بالانتصارات تلوا الانتصارات و الهزيمة عنده في هدا المجال قلت كثيرا,
و هم قليلون بيننا نحن الشباب, فهنيئا لهم بانتصاراتهم.
و هناك من هو مازال يكابد, مرة ينتصر و مرة ينهزم... فهو فهم المعركة, لكنه لم يصل إلى مستوى القوى في المواجهة الدائمة..
و هي حالة أغلبنا نحن شباب اليوم.
فوا حصرتاه علينا , إدا بقينا معذبين هكذا بين البياض و السواد إن لم نحاول أن نكون دائمو الانتصار.
و هناك من هو دائم الهزيمة و هو لا يشعر أبدا أنه مهزوم أبدا ..
فوا أسفاه عليه و نتمنى له الهداية.
النقاش مفنوح في إطار فكرة الموضوع
ننتطر أرائكم و أتمنى أن يلقى إعجابكم
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و براكته