*-*هما مؤسستان إجتماعيتان تقومان بنفس الدور الذي يتعلق بالتنشئة الإجتماعية، لكن بأساليب و أدوات ووسائل قد تتقاطع وتتقارب أو تتباعد و تختلف بشكل ما،وبين تقاربهما و تباعدهما تقع كثير من العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية و تحديد ملامحها المستقبلية،إن على مستوى تأهيل الفرد معرفيا و ثقافيا و مهنيا، أو على مستوى إعداده للانخراط في الحياة العامة للمجتمع الذي سيعيش و يحيا فيه، ومن ثمة تطرح العلاقة بين الأسرة و المدرسة إشكالية كبرى ليس من السهل مقاربتها.
*-*فمن جهة، تقوم الأسرة بدور الإنجاب و رعاية الطفل بتعهده بما يلزمه من تلبية لمجموعة من الحاجات الأولية و الأساسية التي لا بد من إشباعها لدي الطفل ، و من أبرزها الحاجة إلى الحب ، العناية، الصحة، التغدية،الأنتماء إلى جماعة،تحقيق الذات...، و من جهة أخرى يكتسب الطفل عن الأسرة الكثير من مميزات شخصيته التي تهيؤ للتواصل مع مختلف مكونات المجتمع ،و التفاعل مع المواقف التي تعرضه، و الوضعيات التي يجابهها ،على أنه سرعان ما تجد الأسرة نفسها مدعوة لآخذ الطفل إلى المدرسة.فهل يعني ذلك أن الأسرة ستتخلى عن دورها التربوي لصالح المدرسة ’’أم أنها سترفض على المدرسة نمط التربية التي ترتضيها’’
*-*المدرسة هي إذن ،مؤسسة وريثة الأسرة ، فهي التي أوجدتها لتنوب عنها في تربية أطفالها حينما يصل نموهم مرحلة تتجاوز متطلباتها إمكانيات الأسرة، لذلك لم يكن دور المدرسة التربوي في البداية يتجاوز حد تكملة أدوار الأسرة ة الإنابة عنها في مواصلة العمل التربوي حسب الأهداف و المرامي التي تحددها، أي بشكل عام،حسب أهداف و غاية المجتمع ،إذن،المدرسة هنا مؤسسة أحدثت لتتعهد بتنشئة الأجيال و تربيتهم وفق ما يتطلبه المجتمع .فهل المدرسة ستبقى وفية لدورها الأول هذا’’ أم أنها ستعلن أستقلاليتها عن الأسرة حتى تشكل تصورها الخاص للتربية,,هل ستبقى المدرسة مؤسسة محافظة’’ أم أنها ستتحول إلى مؤسسة تقديمية تثويرية ارتقائية’’
*-*تعتبر الأسرة أهم المؤسسات التربوية التي يعهد لهل المجتمع بالحفاظ على هويته وضبط سلوكيات أفراده لتأمين استقراره،ويشارك الأسرة العديد من المؤسسات التربوية التي يتوقع أن تعمل بصورة متساندة و متكاملة لتحقيق الأستمرار و التوازن للمجتمع.